الجمعة، 9 يناير 2009

قصيدة أبد الصبار للشاعر العربي (( محمود دروةيش ))


أبد الصبار
إلى أين تأخذني يا أبي ...
إلى جهة الريح يا ولدي ...
... و هما يخرجان من السهل ، حيث ...
أقام جنود بونابرت تلا لرسد ...
الظلال على سور عكا القديم ...
يقول أب لابنه لا تخف ... لا ...
تخف من أزيز الرصاص ... إلتصق ...
بالتراب لتنجو ... سننجو و نعلو على ...
جبل في الشمال ، و نرجع حين ...
يعود الجنود إلى أهلهم في البعيد ...
***
و من يسكن البيت من بعدنا ...
با أبي ...؟
سيبقى على حاله مثلما كان ...
يا ولدي ...
تحسس مفتاحه مثلما يتحسس ...
اعضاءه ، و اطمأن ، و قال له : ...
و هما يعبران سياجا من الشوك ...
أياك على شوك صبارة ليلتين ...
و لم يعترف أبدا ... سوف تكبر يا ...
ابني ، و تروي لمن يرتون بنادقهم ...
سيرة الدم فوق الحديد ...
***
لماذا تركت الحصان وحيدا ...؟
لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ...
فالبيوت تموت إذا غاب سكانها ...
***
تفتح الأبدية أبوابها ، من بعيد ...
لسيارة الليل ، تعوي ذئاب ...
البراري على قمر خائف ... و يقول : ...
أب لابنه : كن قويا كجدك ...
و اصعد معي تلة السنديان الأخيرة ...
يا ابني ، تذكر هنا وقع الإنكشاري ...
عن بغلة الحرب ، فاصمد معي ...
لنعود ...
متي يا أبي ...؟
غدا يا ولدي ربما يومين يا ابني ...
و كان غد طائش يمضغ الريح ...
خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة ...
و كان جنود يهوسع بن نون يبنون ...
قلعتهم من حجارة بيتهما ، و هما ...
يلهثان على درب (( قانا )) هنا ...
مر سيدنا ذات يوم ... هنا ...
جعل الماء خمرا ... و قال كلاما ...
كثيرا عن الحب ، يا ابني تذكر ...
غدا ، و تذكر قلاعا صليبية ...
رحيل الجنود ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق